نرجعلك ديما ‘ .. ربّما تحمل هذه العبارة في طياتها سحر تونس الذي يجذب أبناءها دائمًا، إذ يعود المخرج التونسي مجدي السميري بعد أعمال مهمة في الساحة الفنية العربية والعالمية ليجدد العهد مع تجربة تونسية في فيلم ”بوليس” بعد ثلاثة مواسم من السلسلة التلفزية ”بوليس حالة عادية”.
وتعود فكرة العمل بروح جديدة ومختلفة، بعد 5 سنوات ، تقرر رئيسة الحكومة ‘ليلى ‘ والتي تجسد الدور الممثلة منى نورالدين أن تعيد جمع عناصر فرقة بوليس حالة عادية بعد أن تم حلها ، والهدف إتمام مهمة إنقاذ الأرض من خطر داهم يهددها.
بوليس .. جدّ يحمل في طياته الإضحاك
تعود العناصر من جديد ونتابع رحلة أبطال العمل، كمال التواتي في دور ”عم رشيد” والشاذلي العرفاوي في دور ”رجب” وريم بن مسعود في دور ”هيفاء” وجميل نجار في دور ”سيف”، وينضم الى أعضاء المجموعة ، الممثل نضال السعدي في دور ‘ دالي ‘ من الجيش بمشاركة البحري الرحالي وفاطمة بن سعيدان وكارول عبود من لبنان و ومجموعة من الممثلين من توس وخارجها.
تنطلق الرحلة والمغامرات، بين الجد والهزل على مدار ساعة و45 دقيقة يأخذنا مؤلف العمل ومخرجه ‘مجدي السميري ‘ في رحلة تتداخل فيها المشاعر ويضطرب خلالها مصعد الأحاسيس، بين الضحك ، الاثارة ، التأثر والحب والأمل .
‘بوليس ‘ في نسخة جديدة، تواصل لما جاء ربما في السلسلة التلفزية، مع رسائل طرحت بطريقة ممتعة مواضيع عديدة ومختلفة لعل أهمها ‘حب الوطن’.. مسؤولية يتقاسمها الجميع دون استثناء باختلاف الأدوار.
هي ‘خرافة’ صاغ تفاصيلها مجدي السميري بإحكام، مستندا إلى صورة مميزة وموسيقى تصويرية أدت وظيفتها في إضفاء الاثارة والتشويق. وتتميز أحداث الفيلم بمشاهد ‘أكشن ‘ مدروسة وأداء مميز لصناع العمل.
لطفي العبدلي ‘الغائب الحاضر ‘
رغم غيابه عن نسخة الفيلم من ‘بوليس ‘ بسبب التزاماته، لم يخلو العمل من ذكر شخصية ‘عمار ‘ والتي كانت من أبطال السلسلة وأدّاها الممثل لطفي العبدلي. ولم تغب عن أذهان المتفرجين في مختلف المشاهد ليفتح مخرج العمل أفاق جزء ثان من الفيلم في آخر مشهد للجزء الحالي أو ربما مشروع جديد .
وأوضح المخرج مجدي السميري أن لطفي العبدلي يُعدّ أحد الركائز الأساسية لعمل “بوليس” وأحد أبرز ممثليه، معربًا عن أسفه لغيابه عن النسخة الحالية بسبب ارتباطات أخرى. وأكد السميري قائلاً: “لطفي العبدلي صديق وممثل مميز، وربما يجمعنا عمل آخر في المستقبل، سواء في جزء ثانٍ من الفيلم أو في مشروع جديد.” من جهتها، وجّهت ريم بن مسعود تحياتها للعبدلي قائلة ‘ خلا بلاصتو بروحه الخفيفة أثناء التصوير ‘ .
منى نورالدين: ‘محظوظة خدمت مع شباب’
وعبرت الممثلة منى نورالدين عن سعادتها بالتجربة ومشاركتها العمل مع المخرج مجدي السميري مشيدة بخبرته الكبيرة واعتبرت أن مثل هذه الأدوار هي أحد أسباب استمرارية مسيرتها الفنية. أما عن دورها في بوليس، اعتبرت أن التلون من صورة لأخرى متعة لصاحبها وحياة جديدة للممثل.
كمال التواتي .. ‘ بوليس حلمة وتجربة مختلفة ‘
من جهته، ثمّن الممثل كمال التواتي تجربته في بوليس وخاصة تطرق العمل لأحداث ووقائع بطريقة طريفة تجمع بين الهزل والجد.
وهذا ما تابعناه في العمل ، من خلال مختلف الشخصيات، الشادلي العرفاوي وطريقته المميزة في الاضحاك وأساليبه الاستثنائية من خلال شخصية ‘رجب ‘ التي تذكّره بطفولته وفق تصريحه وشخصية ‘سيف ‘ التي يجسدها جميل النجار ، الذي أضفى جرعة من الأحاسيس تفاعل معها الحاضرون في القاعة وصانع المحتوى ‘أمين عابدين ‘ في دوره السينمائي الأول كما كان لفاطمة بن سعيدان والبحري الرحالي لمستهم السحرية التي أضفت بُعدًا خاصًا للعمل.