بعد عرض ثلاث حلقات فقط من المسلسل الرمضاني “نفس”، يتأكد للجمهور والنقاد أن معتصم النهار يعيش واحدة من أنجح تجاربه الدرامية وأكثرها نضجًا على المستوى الفني. بشخصية غيث، الشاب السوري الذي يحمل في داخله إحساسًا إنسانيًا نادرًا، يقدّم النهار أداءً متكاملًا يجمع بين العمق العاطفي والقوة التعبيرية، ما يجعله واحدًا من أكثر عناصر العمل تأثيرًا.
حضور طاغٍ وبناء شخصية متقن
منذ ظهوره الأول، استطاع معتصم النهار أن يلفت الأنظار بأداء مفعم بالمشاعر الصادقة، حيث تناغمت لغته الجسدية مع تعابير وجهه ونبرة صوته ليقدّم شخصية غيث بواقعية لافتة. فليس مجرد بطل رومانسي، بل هو شخصية تحمل بُعدًا إنسانيًا قويًا، يتعامل مع الحياة بعفوية وإحساس مرهف، مما جعله نقطة الأمل في حياة البطلة روح، التي وجدت فيه ملاذًا من معاناتها.
تحدٍّ آخر يواجهه النهار في “نفس” هو كيفية نقل الصراعات الداخلية لغيث، فهو ليس مجرد رجل عاشق، بل شخص يواجه رفضًا مجتمعيًا، وعراقيل تضعه أمام معركة حقيقية لإثبات ذاته وحماية مشاعره. هذا التوازن بين القوة والضعف، وبين الثبات والانكسار، هو ما جعل شخصية غيث تحمل طابعًا مميزًا، لا يقتصر على كونه بطلًا تقليديًا، بل إنسانًا يعيش صراعاته بجاذبية تُبقي الجمهور متعلّقًا بتطورات قصته.
