أعرب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، عن إدانة روسيا الشديدة الهجمات “غير المسؤولة والاستفزازية” التي نفذتها الولايات المتحدة ضد إيران.
وقال نيبينزيا، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي خُصصت لمناقشة الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية: “روسيا تدين بأشد العبارات التصرفات غير المسؤولة والخطيرة والاستفزازية التي ارتكبتها الولايات المتحدة ضد إيران – الدولة ذات السيادة والعضو في منظمة الأمم المتحدة”.
وأشار إلى أن واشنطن أظهرت مرة أخرى استخفافها الصارخ بالقانون الدولي وبمواقف غالبية دول العالم، قائلا: “هكذا، تؤكد الولايات المتحدة مجددا استخفافها الكامل بإرادة المجتمع الدولي، وتثبت أنها مستعدة للمغامرة بأمن وسلامة البشرية جمعاء من أجل مصالح حليفتها إسرائيل”.
وأضاف الدبلوماسي الروسي: “الولايات المتحدة فتحت بصنيعها هذا ‘صندوق باندورا’، ولا أحد يستطيع التكهّن بما قد تؤول إليه هذه الخطوة من تداعيات جديدة”.
وحذر من أنه “إذا لم يتم وضع حد للتصعيد، فسيكون الشرق الأوسط على أعتاب صراع واسع النطاق بتبعات غير متوقعة على منظومة الأمن الدولي، وقد يجد العالم نفسه على شفير كارثة نووية”.
وأوضح نيبينزيا أن واشنطن تخلّت عمدا عن الخيار الدبلوماسي لتسوية الأزمة، رغم العروض المتكررة التي قدّمتها موسكو للقيام بدور الوسيط في هذا النزاع. وتابع: “لقد عرضنا مرارا على الزملاء الأمريكيين خدمات الوساطة من جانبنا بهدف التوصّل إلى حلول سلمية ومتوازنة للخلافات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، لكن من الواضح أن الدبلوماسية لم تعد تهم شركاءنا في واشنطن بهذه المرحلة، والمسؤولية الكاملة عن ذلك تقع على عاتق القيادة الأمريكية”.
ولفت نيبينزيا إلى أن واشنطن “لا تكترث إطلاقا بالتبعات الإشعاعية المحتملة ولا بالتهديد الذي تمثله على حياة وسلامة عدد هائل من المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال، سواء داخل المنطقة أو خارجها”. وأكد المندوب الروسي أنه و”بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، يحق لإيران تطوير برنامج نووي سلمي”، لافتا إلى أن الولايات المتحدة أقدمت الليلة الماضية عمليا على شطب سنوات طويلة من الجهود الدبلوماسية الرامية إلى احترام هذا المبدأ الجوهري”. يذكر أن الولايات المتحدة استهدفت ليلة الأحد ثلاث منشآت نووية إيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان.
ووصف الرئيس ترامب الهدف من الضربات بأنه “تقييد القدرات النووية الإيرانية”، محذرا من عواقب أكثر خطورة إذا لم توافق طهران على “إنهاء هذه الحرب”. من جانبها أدانت روسيا الضربات الأمريكية ووصفتها بالانتهاك الصارخ للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن، مطالبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالرد على الأحداث.
