تم مؤخراً منع فريق راديو مارينا من تغطية إحدى سهرات مهرجان صفاقس الدولي، في خطوة مفاجئة أثارت استغراب الوسط الإعلامي والثقافي، خصوصاً أن الإذاعة تُعرف بالتزامها المهني ومواكبتها المستمرة للمشهد الثقافي التونسي. رغم التنسيق المسبق مع إدارة المهرجان، تم منع الإعلامي أمير السويسي من دخول الفضاء المخصص للإعلام وتغطية السهرة، دون تقديم مبررات واضحة من قبل إدارة المهرجان أو المكلّف بالإعلام، مما فتح الباب أمام انتقادات عدّة لطريقة التعامل مع وسائل الإعلام. يُعدّ هذا الإقصاء خرقاً واضحاً لحقّ الإعلام في النفاذ إلى المعلومة وتغطية الأنشطة الثقافية، ويطرح مسألة الشفافية والحياد في تنظيم التظاهرات الوطنية الكبرى، خاصة حين يتعلق الأمر بإذاعة ثقافية مثل راديو مارينا، التي لعبت دوراً فاعلاً في دعم الفنون والمواهب المحلية. راديو مارينا تُعدّ أول إذاعة في تونس متخصصة في السياحة والثقافة، وتحرص منذ تأسيسها على البقاء على مسافة من الشأن السياسي، مركّزة اهتمامها على التعريف بالمخزون التراثي والفني الوطني، ودعم المبادرات الثقافية في مختلف الجهات. القرار قوبل بتنديد واسع في صفوف الإعلاميين الذين اعتبروا ما حصل إساءة لصورة المهرجان ومساساً بمكانة الإعلام الثقافي في تونس، كما اعتبروا أن تصرفاً من هذا النوع يهدد علاقة الثقة بين منظّمي التظاهرات والمؤسسات الإعلامية الوطنية.
