أعلن وزير السياحة، سفيان تقية، السبت بالقصرين، عن إدراج بلدية حيدرة ضمن البلديات السياحية، مع إحداث منطقة سياحية جديدة بها على مساحة 8 هكتارات ستُوضع على ذمة الوكالة العقارية السياحية
وأوضح تقية، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، خلال زيارته، إلى ولاية القصرين، أن هذا القرار يأتي نظراً لما تزخر به بلدية حيدرة من مقومات السياحة البديلة، بما في ذلك موقعها الأثري ومتحفها المحلي ومعبرها الحدودي، بالإضافة إلى بنيتها النظيفة والمنظمة، ما يجعلها مرشحة بقوّة لأن تتحول إلى وجهة سياحية جاذبة .
وسيُمكّن هذا الإدراج، بلدية حيدرة، من الإستفادة من تدخلات صندوق حماية المناطق السياحية إلى جانب تحسين بنيتها التحتية وإحداث مسلك سياحي ثقافي محلّي بها يضم إقامات ريفية ومطاعم واستراحات، وكلّ الخدمات ذات الصلة بالمسلك السياحي.
وأفاد الوزير بأنّ فرقًا من خبراء الوكالة العقارية السياحية، ستتنقل بداية من الأسبوع المقبل، إلى مختلف معتمديات الولاية من أجل القيام بعمليات تشخيص ميدانية، بهدف تحديد المواقع التي تحتوي على إمكانيات أثرية وسياحية قابلة للاستثمار والتثمين ضمن المسالك السياحية الوطنية.
وأشار إلى أن المناطق التي تُثبت جدواها ستُخصّص لها مقاسم عقارية لفائدة الوكالة السياحية، وذلك في إطار تكريس المقاربة الجهوية في تطوير قطاع السياحة والصناعات التقليدية.
وأعلن الوزير عن تشكيل لجنة جهوية لتشخيص واقع القطاع السياحي بولاية القصرين، بالتنسيق مع اللجنة المركزية، إلى جانب تحيين الدراسات السابقة التي أُنجزت حول آفاق تطوير السياحة والصناعات التقليدية بالجهة، مضيفا أنه سيتم، قريباً، تنظيم يوم دراسي جهوي يهدف إلى الترويج للاستثمار السياحي بالقصرين ودفع عجلة التنمية في القطاع .
وأفاد تقية، بخصوص مشروع المنطقة السياحية في سبيطلة، بأن الموقع الحالي، الذي تم اقتراحه، يوجد ضمن منطقة أثرية محمية، ما يحول دون إمكانية تنفيذ المشروع فيه، وبناءً عليه، تم الاتفاق مع والي القصرين، زياد الطرابلسي، على تخصيص مقاسم بديلة لإنجاز المشروع في موقع آخر مناسب.
وأشار إلى أن التنمية المحلية تُعد من أولويات الحكومة، مؤكداً التزام وزارة السياحة بتشريك كافة القوى الحية والمجتمع المدني في جهود تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية من خلال إدراج المشاريع التي تُثمن التراث والموروث الثقافي المحلي .
وفي ختام تصريحاته، أعلن وزير السياحة، عن انطلاق مشروع مركز التصميم والابتكار في الصناعات التقليدية بالقرية الحرفية بالقصرين، بشراكة مع فاعلين داعمين للجهة، وذلك بهدف تعزيز القيمة المضافة للمنتجات الحرفية وخلق مواطن شغل جديدة.
كما أكد أن خارطة طريق استراتيجية سيتم ضبطها خلال ملتقى شهر جوان القادم لتطوير القطاع السياحي والصناعات التقليدية، مشدداً على أن هذه المقاربة المحلية ستُعمّم على بقية الجهات.
وخلص الوزير إلى قوله: “نحن نعتمد مبدأ الانطلاق من المحلي إلى الجهوي ثم إلى الإقليمي، ونرفض البرامج المسقطة من المركز. نُريد أن تكون المشاريع السياحية نابعة من احتياجات وإمكانيات الجهات نفسها، والمسلك السياحي بالقصرين أصبح واقعًا لا رجعة فيه “.
