بعد غياب دام عشر سنوات عادت الفنانة التونسية نجاة عطية من الباب الكبير من خلال إحياء حفل، ليلة امس، بمسرح قرطاج الدولي ضمن فعاليات الدورة 58.. اكدت فيه ابنة جزيرة الأحلام رغم تقدمها في السن أنّ الذهب لا يصدأ أبدا إنما يزداد رونقا وإشراقا، عكس ما كان متوقعا بالنسبة للعديد من ردود الأفعال التي تنبأت بفشل العرض ورأت انه من الصعب أن تحافظ نجاة على قدراتها الصوتية وحرفيتها إثر طول غياب..
وقبل الخوض في مضامين وتفاصيل الحفل الفنية لا بد من التنويه إلى أهمية توافد الجماهير الواسعة من مختلف الجهات التي اكتسحت المدارج بمختلف الاعمار.. الٱلاف قدموا من أجل الاستمتاع بالأغاني والانتاجات الحديثة فضلا عن الطربيات، واستشعار المحبة والاحترام مجددا بين الطرفين حتى لا يخفت وهج مسيرة حافلة بأعذب الكلمات والألحان..
صاحبة “شمس النهار” اكدت منذ البداية انها من طينة الكبار حيث أبدعت في أداء كل الأغاني القديمة لعبد الكريم صحابو وغيره من الملحنين الكبار في تونس الى جانب خيرة المؤلفين الموسيقيين..
وكما كان متوقعا ردًد الجمهور كل الأغاني وتفاعل معها ب”نوستالجيا” عادت به الى أواخر التسعينات.. الى أن طلبت الفنانة نجاة عطية من المطرب محمد الجبالي الذي كان موجودا في الصفوف الأمامية اعتلاء خشبة المسرح وغناء “خليك بجنبي” برفقتها باعتباره الملحن وكاتب الكلمات مما أضفى على الفضاء أجواء تونسية راقية.. علما وأن الفنان الكبير صابر الرباعي شاركهما من مكانه مقطعا من الاغنية بطلب من محمد الجبالي..
الحفل لم يقتصر على قديم وجديد اغاني نجاة عطية فحسب، بل كانت اروع الكلثوميات حاضرة على غرار “ودارت الايام” التي انتزعت بها اهات الجماهير.. اختيار صائب… أكد ليلة أمس أن نجاة عطية مازالت ثابتة في إبداعها وتمكنها من الانتقال من مقام الى اخر دون هفوات أو نشاز أو أي خلل فني فضلا عن الصوت العذب والقوي الذي تميزت به منذ نعومة أظفاره..