ينظم مركز الفنون الدرامية والركحية بالمهدية الدورة الخامسة لمهرجان “مسارات المسرح” من 22 إلى 26 أوت الحالي بفضاء البرج الأثري بالمهدية. وتقام هذه الدورة بالشراكة مع مؤسسة المسرح الوطني والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالمهدية، وتفتتح بمعرض وثائقي للمسرح الوطني التونسي، ثمّ يكون الموعد بعد ذلك مع عرض مسرحية “آخر البحر” للمخرج الفاضل الجعايبي وهي من إنتاج المسرح الوطني التونسي بالشراكة مع مركز الفنون بجربة. ويؤدي الأدوار في هذا العمل، الذي يدوم عرضه نحو 3 ساعات، كل من صالحة نصراوي ومحمد شعبان وريم عياد وسهام عقيل وحمادي البجاوي. وتنطلق في اليوم الثاني من المهرجان بدار الثقافة المهدية أشغال الورشة التكوينية حول “الممثل المبدع من الارتجال إلى التشخيص” وهي من تاطير الأستاذ المسرحي حسن المؤذن. وتتواصل هذه الورشة التدريبية على مدى 3 أيام. كما يُتابع الجمهور في اليوم الثاني من المهرجان مسرحية “كاليغولا” لفاضل الجزيري وهي أيضا من إنتاج المسرح الوطني التونسي بالتعاون مع شركة الفلم الجديد، ويتقمص أدوارها الفنان القدير محمد كوكة ومحمد بركاتي وطلال أيوب ونهى نفاتي ورحيم بحريني وإيمان مناعي وإشراق مطر وسليم الذيب. ومن العروض المسرحية المدرجة ضمن برمجة هذه الدورة الخامسة لمهرجان “مسارات المسرح”، سيكون للجمهور موعد يوم 24 أوت مع مسرحية “البخارة” للمخرج الصادق الطرابلسي، وهي من إنتاج مسرح أوبرا تونس (قطب المسرح و الفنون الركحية) وأداء كلّ من رمزي عزيّز ومريم بن حسن وعلي بن سعيد وبليغ مكي وبلال سلاطنية. وفيها يُثير المخرج مشكلة التلوث البيئي الذي تعاني منه مدينة قابس، وذلك من خلال قصة استرجاع بطلها (رمزي عزيّز) لأيام طفولته عندما كان في عقده الأول من عمره، وكان يذهبُ مع والده إلى البحر في مدينة قابس (مسقط رأسه)، وينبهر بالأضواء والبخار المتصاعد في السماء وكان يتخيلها مدينةٌ ألعابٍ كبرى أو مدينة تخفي ثلوجا وجبالا. يكبر البطل وينضج وعيه، يدرك أن ذلك البخار ليس سوى ظلام يخفي “معبد الموت” وأن تلك الأضواء الكاذبة هي في الحقيقة ظلام وأن التلوث مرادف للموت. ويسهر جمهور الفن الرابع يوم 25 أوت مع مسرحية “حاجة… أخرى” للمخرج محمد كواص وأداء الثنائي يحيى الفايدي وأصالة كواص. ويدوم العرض 60 دقيقة. ويسدل الستار على هذه الدورة بعرض “شَعلة” للمخرجة امينة الدشراوي، وهو من أداء هيفاء الكامل ومنير الخزري وسينوغرافيا علي اليحياوي وإنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بتطاوين. وتدور أحداث المسرحية في إحدى المؤسّسات الجامعيّة التّونسيّة، حيث تواجه الطالبة “شَعلة” إشكال إخفاقها في مادّة علم الاجتماع مما يؤثّر على نتائجها ويؤدّي إلى رسوبها، فتتجه إلى مكتب الأستاذ في محاولة منها لفهم أسباب هذا الإخفاق فيقترح عليها أن يسند لها الدّرجة الأعلى في حالة موافقتها على العودة إليه بصفة سرية. تثور الفتاة كردّة فعل على هذا الاقتراح الذي يترجم غموض نوايا الأستاذ وخرقه لنظام المؤسسة، وترفع ضدّه شكوى بالتّحرش الجنسي ممّا يفقده منصبه ويؤدّي به إلى الانهيار.