غيّب الموت صباح اليوم الاثنين الفنان التشكيلي الأردني – الفلسطيني، محمود صادق (1945 – 2025)، الذي يعتبر من الجيل الثاني من التشكيليين في الأردن، والذي جمع بين الممارسة الفنية والتدريس الأكاديمي لعقود عدّة، بالإضافة إلى تأليفه مجموعات من الدراسات والكتب النقدية.
ويضم الجيل الثاني أسماء أثرت الحياة التشكيلية الأردنية منهم إلى جانب صادق، ياسر الدويك (1940 – 2024)، ومحمود طه (1942 – 2017)، وعزيز عمورة (1944 – 2018)، وغيرهم.
ومنذ معرضه الأول عام 1969، تنوّعت تجربة صادق على مستوى التقنيات بين الرسم والتصوير والحفر والنحت والخزف، وكذلك على مستوى الأسلوب حيث توّجه في بداياته إلى الواقعية والتعبيرية قبل أن يميل باتجاه التجريد، وبقيت الذاكرة الشخصية ممزوجة بعناصر تراثية تمثل الحضارات الفرعونية والعراقية القديمة والعربية الإسلامي، هي المرجعية البصرية الأساسية في معظم أعماله.
وساهم الراحل مع عدد من الفنّانين الذين تخرّجوا من كلّيات عربية وأوروبية آنذاك في إنشاء “المؤسسة الملكية الأردنية للفنون الجميلة” التي نظّمت عدداً من المعارض والمحاضرات.
كما شارك الفنّان الراحل مهنا الدرة (1938 – 2021) في تأسيس “معهد الفنون الجميلة” عام 1972، إضافة إلى مساهمته في تأسيس عدد من الهيئات والمؤسسات الفنية في الأردن.
وكذلك ساهم صادق في تأسيس “رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين” عام 1977، وكان أحد أعضاء أول هيئاتها الإدارية، ومع إنشاء دائرة الفنون الجميلة في “جامعة اليرموك” عام 1980، كان صادق إلى جانب عزيز عمورة أول مبتعثين من قبل الجامعة لإتمام دراستهما العليا في الولايات المتحدة.
شارك صادق في عشرات المعارض الفردية والجماعية في الأردن والعراق ولبنان وبلجيكا وفرنسا وبريطانيا ونيوزيلندا والولايات المتحدة، ونال جوائزة عدة من بينها: جائزة الدولة التقديرية في الأردن عام 1992، وجائزة ترينالي مصر الدولي لفنّ الغرافيك، بالإضافة إلى إصدراه عدداً من المؤلفات مثل “محاضرة عن ذاكرة المكان” (2009)، و”الفنّ حلم حياة” 2013