قال أيوب الصمادي، مؤسس شركة “Syria Scope” للسياحة والسفر إنه “الآن في دمشق حيث الشتاء الجميل، وكل شيء أفضل مما كان عليه في السابق”، معتبرا أن قطاع السياحة سوف ينمو بسرعة كبيرة.
وفي حوار مع “CNN Travel”، أوضح أيوب الصمادي قائلا: “مرحبا من سوريا الحرة. أنا في دمشق الآن. إنه شتاء جميل. كل شيء أفضل من ذي قبل.. الجميع متفائلون للغاية منذ سقوط نظام الأسد”.
وللمرة الأولى منذ عام 2011، عندما انزلقت سوريا إلى حرب أهلية استمرت عقودًا من الزمن وأودت بحياة مئات الآلاف من المدنيين، تستأنف شركات الطيران الدولية بما في ذلك الخطوط الجوية القطرية والخطوط الجوية التركية رحلاتها إلى دمشق.
ورغم أن حكومات عديدة تنصح مواطنيها بعدم زيارة سوريا ــ إذ تنصح وزارة الخارجية الأمريكية بعدم السفر “بسبب خطر الإرهاب والاضطرابات المدنية والاختطاف أو أخذ الرهائن والصراع المسلح”، في حين تحذر وزارة الخارجية البريطانية من أنه “إذا كنت مواطنا بريطانيا في سوريا، فاترك البلاد بأي وسيلة عملية” ــ فإن شركات السفر “المغامر” تعمل على جدولة رحلات وجولات سياحية على مدى الأشهر المقبلة.
بعد ستة أسابيع فقط من الإطاحة بالأسد، رحب الصمادي بأوائل سياحه على الحدود اللبنانية السورية في منتصف يناير، وقال من دمشق: “الآن، وبسبب الحرب، أصبح كل شخص في العالم يعرف شيئا عن سوريا. والآن بعد رحيل الأسد، أنا متأكد من أن صناعة السياحة سوف تنمو بسرعة كبيرة. وبمجرد أن تتوقف الحكومات عن قول “لا تذهب إلى سوريا!”، سوف تتطور السياحة بشكل كبير جدا”.
“في عام 2010، زار أكثر من 10 ملايين سائح سوريا”، هذا ما ذكره جيمس ويلكوكس، مؤسس شركة “Untamed Borders”، وهي شركة متخصصة في الوجهات المتطرفة والتي حددت موعد أول جولة لها في سوريا منذ سقوط نظام الأسد في أبريل 2025.
وأضاف ويلكوكس: “السياحة أداة قوية بشكل لا يصدق لمساعدة البلدان على التعافي من سنوات الحرب العجاف. إنها تساعد في خلق الأمل، وخاصة في دولة تم فيها تدمير العديد من الصناعات الأخرى في أثناء الصراع”.
قبل الحرب الأهلية، ورد أن السياحة كانت تمثل 14٪ من الناتج المحلي الإجمالي لسوريا، إذ إن السياح انجذبوا، بوجود تاريخ يعود إلى العصور الخوالي، إلى مواقع قديمة مثل تدمر، وهي مدينة يونانية رومانية دمرها تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)تدميرا شديدا، وكذلك المناظر الطبيعية الصحراوية المليئة بالقلاع التي تعود إلى العصر الصليبي مثل قلعة الحصن.
وتعد دمشق واحدة من أقدم المدن المأهولة بالسكان بشكل مستمر في العالم، في حين أن ساحل البحر الأبيض المتوسط الأخضر، الذي اشتهر ذات يوم بمنتجعاته الشاطئية المشمسة، يعج بالمياه الفيروزية والخلجان الرملية.
وقد افتتح عدنان حباب، مدير شركة “نوافير” للسفر والسياحة، فندق بيت الزعفران في منزل عثماني مُعاد بناؤه يعود تاريخه إلى عام 1836 في مدينة دمشق القديمة المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 2010. ومع ازدهار السياحة في سوريا قبل الصراع، كانت غرف حباب محجوزة بالكامل. وبعد عام، أغلق الأبواب الخشبية التاريخية لفندقه عندما اندلعت الحرب.
وظلت مغلقة حتى عام 2017 عندما استقرت خطوط الصراع. وعلى الرغم من استئناف نظام الأسد للسياحة بشكل مؤقت في عام 2017، أوضح حباب أن الرحلات السياحية التي تسيطر عليها حكومة النظام والمجموعات السياحية التي تتحكم بها مخابرات الأسد مع مرشديها يمكن أن يزج بالقائمين بها في السجن إذا ما انحرفت عن المسار المرسوم لها.