تتضاعف الأواني والصحون التي يتم استعمالها في المطبخ وعلى مائدة الإفطار في شهر رمضان، ما يجعلك تشعر بالاستياء، من هذا الروتين اليومي الأكثر بُغضا، لا تقلق! ولا داعي للاستياء بعد اليوم، فلِغسل الصحون فوائد عديدة.
هل يُمكن أن تتخيّل أنّ جلي الصحون يساعدك على تحسين صحتك النفسية ويقيك من الاكتئاب ويقلل من خطر الإصابة بالتوتر والضغط النفسي، نعم هو كذلك، وسنحاول في هذا المقال تقديم الوجه الآخر والمضيء لغسل الأطباق!
غسل الأواني ليس مجرّد مهمة منزلية
توصّل علماء في جامعة فلوريدا، في دراسة حديثة و”مثيرة”، أنّ غسيل الصحون والأواني يساعد فى تحسين الصحة النفسية والوقاية من الاكتئاب، ويقلل من خطر الإصابة بالتوتر، حيث أكدت الدراسة أن هذا العمل لا يُعدّ مجرد مهمة منزلية فقط، وأنّ شعور ملامسة الماء على الأيدي أثناء غسل الأواني، وانعكاس الأطباق النظيفة واللامعة، له تأثير مهدئ على العقل والجسم، ويخلق شعورا بالراحة.
الخبراء أصحاب الدراسة: كنا نستغرب أنّ أغلب ربات البيوت يقلن أنهن يحببن غسيل المواعين، لكن اكتشفنا أنهن يشعرن بالراحة النفسية والتهدئة بعد غسيل الأواني ودراستنا تؤكد هذا الشعور.
غسل الصحون يساعد على تحسين جودة النوم
الدراسة ذاتها تفيد بأنّ جلي الصحون بشكل دوري يؤدي إلى راحة ذهنية، بالإضافة إلى تحسين جودة النوم بفضل رائحة سائل الغسل ما يساعد على تحسين المزاج، كما أظهرت أن الأشخاص الذين يقومون بغسل الصحون هم أقل عرضة للإصابة بالإكتئاب من غيرهم، لأنهم يتمتعون بمستويات أقل من التوتر والضغط النفسي.

الدراسة.. كيف جرت؟
من أجل تأكيد هذه النظرية أو نفييها، قام الباحثون باستهداف طلاب جامعيين وصل عددهم إلى 51 مشتركاً وطلب منهم غسل الأواني وتنظيفها، علماً أنه قبل القيام بذلك تم تقسيمهم إلى مجموعتين على النحو التالي:
← المجموعة الأولى: قراءة تعلميات وصفية وتصويرية حول عملية غسل الاواني.
← المجموعة الثانية: كان عليهم قراءة التعليمات والتركيز بها جيداً، مما يشجع الانخراط في غسل الأواني.
وبعد انخراطهم في غسل الاواني وتنظيفها وجد الباحثون أن مشتركي المجموعة الأولى والذين ركزوا على رائحة الصابون وملمس الأواني بعد تنظيفها والمياه الدافئة، كانت مشاعرهم الإيجابية أكثر من غيرهم، بمعنى أنهم: قل الهلع والعصبية لديهم بنسبة وصلت إلى 27% وزاد الإلهام لديهم بحوالي 25%.
بيل غيتس: أخصص وقتا لغسل أطباق وأكواب عائلتي كل ليلة لتعزيز الإنتاجية
خلال جلسة ”أسئلة وأجوبة” (Ask me anything) على موقع ريديت “Reddit” نشرت سنة 2014، أكّد مؤسس مايكروسوفت بيل غيتس، ضيف الجلسة، أنه يخصص وقتا لغسل أطباق وأكواب عائلته كل ليلة، كما أكد على أنه يحب القيام بذلك بشكل يومي ويجد هذا الروتين أمراً ممتعاً.
وأضاف أن العلم قد تطرق إلى غسل الأطباق لما فيه من فوائد غير متوقعة، لأنّ التركيز على رائحة الصابون والمياه الدافئة تحفز من إفرازات الدماغ.
دراسة أخرى صدرت عن جامعة كاليفورنيا من إعداد سانتا باربرا، تشير إلى أن القيام بالأمور التي لا تتطلب جهداً عقلياً، تحفز الدماغ على الانخراط في حل المشكلات والإبداع.
دراسة خاصة بالرجال
كشفت دراسة ثالثة أنّ غسل الأطباق والأواني المنزلية يقلل الضغط والتوتر العصبي لدى الرجال بشكل خاص، وفق ما نقلته صحيفة ”ديلي ميل” البريطانية.
وأوضح فريق الدراسة التي نشرت نتائجها في المجلة العلمية Mindfulness، أن الانخراط في الأعمال اليومية لاسيما غسل الأطباق والأواني والتركيز فيها مع انتشار رائحة السوائل المنظفة وململس المياه الدافئة، يشجع المشاعر الإيجابية ويقضي على السلبيات، كما سبق وذكرنا ذلك في بداية المقال.
واستهدف البحث 6000 طالب جامعي، أجمع 90% منهم على أن غسل الأواني ساعدهم في تحسين النوم، وخفف حدة الاكتئاب والتوتر، كما ساهم في زيادة التركيز أثناء المحاضرات.
ويتوقع العلماء أن يكون الأشخاص -الذين يتلقون تعليمات بغسل الأطباق بقدر من التركيز والاهتمام- أنهم سيظهرون حالة أكبر من الانتباه الذهني والوعي والاهتمام والآثار الإيجابية، فضلا عن خفض التأثيرات السلبية مما يؤدي للإفراط في تقدير الوقت المخصص لغسل الأطباق.

ما علاقة غسيل الأطباق بتحسين علاقتك بشريكك؟
أشار تقرير صادر عن مجلس الأسرة المعاصرة في أمريكا (CCF) وهي منظمة غير ربحية تهدف إلى دراسة ديناميكيات الأسرة، إلى أن هناك حقيقة مثبتة بالتأثير الواضح لمعضلة غسيل الأطباق على شكل العلاقة بين الأزواج وأفراد الأسرة ودرجة نجاحها.
فحصت الدراسة مجموعة متنوعة من المهام المنزلية، مثل: التسوق، وغسيل الملابس، وإلقاء القمامة، وتنظيف البيت، ونقل الآثاث، وغسيل الأطباق.. ووجدت أن اهتمام النساء بمشاركة أزواجهن في مسؤولية غسيل الأطباق بالأخص أكثر أهمية لديهن من مشاركتهن في أي عمل منزليّ آخر.
الأزواج الذين يتشاركون في مسؤولية غسيل الأطباق هم الأكثر سعادة واستقرارا
وفي الختام، نظرتك لحوضك المليء بالأواني والأطباق المتسخة يجب أن تتغيّر وهذه المهمة المنزلية البغيضة حوّلها إلى تجربة فريدة تشعر اثرها بالراحة النفسية، تحسّس المياه دافئة كانت أو باردة بين أناملك واستنشق روائح سائل الغسيل العطرة وانظر لانعكاس صورتك في أوانيك النظيفة وابتسم!