في ليلة استثنائية تتزامن مع النصف من شهر رمضان، يشهد العالم خسوفًا كليًا للقمر، يُعرف بظاهرة “القمر الدموي”، حيث يتحول لون القمر إلى الأحمر القاني في مشهد نادر. هذه الظاهرة، التي تحدث عندما يقع القمر في ظل الأرض بالكامل، تثير اهتمام عشاق الفلك، لكنها في الوقت ذاته قد تترك آثارًا نفسية غير مباشرة على بعض الأشخاص.
و قال الفلكي محسن عيفة عن هذه الظاهرة قائلاً: “الخسوف الكلي للقمر هو ظاهرة فلكية طبيعية تحدث عندما تحجب الأرض أشعة الشمس عن القمر، ولكن الضوء المنكسر عبر الغلاف الجوي للأرض يجعل القمر يظهر باللون الأحمر، وهو ما يُعرف بالقمر الدموي. هذه الظاهرة ستحدث يوم 14 مارس 2025، وستكون مرئية جزئيًا في تونس والدول العربية، بينما سيتمكن سكان أمريكا الجنوبية وأجزاء من أوروبا وإفريقيا من مشاهدتها كاملة.” لكن ما يثير الجدل هو الأثر النفسي لهذه الظاهرة، حيث أضاف عيفة: “يعتقد البعض أن هذه الظاهرة تؤثر على الحالة النفسية للبشر، وقد لاحظنا عبر السنوات أن هناك من يشعر بالتوتر، القلق، وحتى اضطرابات في النوم خلال فترات الخسوف الكلي. بعض الدراسات أشارت إلى أن التغيرات المفاجئة في ضوء القمر قد تؤثر على إيقاع النوم لدى البعض، خاصة أولئك الذين يعانون من اضطرابات القلق أو الأرق.”
وأوضح أن: “الخسوف بحد ذاته لا يحمل أي تأثيرات سلبية مباشرة، لكنه قد يثير مشاعر القلق لدى الأشخاص الحساسين أو المرتبطين نفسيًا بحركة الأجرام السماوية. وفي بعض الثقافات، يُنظر إلى القمر الدموي كإشارة إلى تغيرات كبيرة أو طاقة غير مستقرة، مما يساهم في زيادة الشعور بالتوتر عند البعض.” وأشار الفلكي إلى أنه: “من المهم التعامل مع هذه الظاهرة بعقلانية، وتذكير أنفسنا بأنها مجرد حدث فلكي طبيعي متوقع علميًا. يمكن استغلال هذه الليلة في التأمل والاستمتاع بمشاهدة القمر، بدلًا من القلق بشأن تأثيرات لا تستند إلى أي أساس علمي واضح.”
وختم عيفة تصريحه قائلاً: “أنصح الجميع بعدم الانسياق وراء التفسيرات الخرافية أو الشعور بالخوف. على العكس، يمكن لهذه الظاهرة أن تكون فرصة رائعة لمراقبة عظمة الكون، والتأمل في حركة الأجرام السماوية التي لطالما أذهلت البشرية منذ القدم.” يُذكر أن هذه الظاهرة، رغم ندرتها، تتكرر على فترات، ولكن تزامنها مع منتصف شهر رمضان هذا العام يضفي عليها طابعًا خاصًا، يجعلها حديث الجميع بين الحيرة والإعجاب.