قال الفلكي العالمي محسن عيفة إن سماء هذا الشهر ستكون شاهدة على حدثين فلكيين مميزين وغير معتادين، يتمثلان في مرور القمر بالقرب من كوكب عطارد ثم اقترابه الشديد من كوكب المريخ، وهما مشهدان يستحقان المتابعة والمراقبة من عشاق الفلك. وأوضح عيفة أن كوكب عطارد سيكون مرئياً فوق الأفق الغربي بعد غروب الشمس لمدة تتراوح بين نصف ساعة إلى 45 دقيقة، مما يمنح فرصة جيدة لرصد هذا الكوكب الصغير واللامع قبل أن يختفي في الظلام. وأشار إلى أن يوم الخميس الموافق 26 جوان سيكون موعد ظهور هلال قمر رفيع للغاية يمر بين عطارد والنجمين اللامعين في كوكبة الجوزاء، وهما نجمَي بولوكس وكاستور، مما سيرسم خطاً لامعاً وجميلاً في سماء الغسق.
وأضاف أن الهلال سيصبح أعلى في السماء يوم الجمعة 27 جوان، حيث سيقف مباشرة فوق عطارد، مشيراً إلى أن هذا الاقتران يعتبر فرصة نادرة لجمع القمر وعطارد في منظر فلكي يستحق الرصد. أما الحدث الأبرز بحسب عيفة، فهو اقتران الهلال بنسبة إضاءته حوالي 24% مع كوكب المريخ يوم الأحد 29 جوان، حيث سيتواجد القمر قريباً جداً من المريخ في كوكبة الأسد، بمسافة فلكية لا تتعدى 0.2 درجة، ما يعادل 12 دقيقة قوسية، مما سيتيح لهواة الفلك فرصة مشاهدة هذا الاقتران المذهل بوضوح.
وأكد الفلكي أن اقترانات القمر مع الكواكب ظاهرة معروفة ولكن رؤية هذه الاقترانات بدقة في سماء الغسق وبمسافات قريبة كهذه، تعتبر أحداثاً نادرة تثير الاهتمام. وبيّن عيفة أن حركة الكواكب في النظام الشمسي تتبع مساراً محدداً يعرف بمسار البروج، وهو نفس المسار الذي تسلكه الشمس في السماء كما نراه من الأرض، فيما يميل مدار القمر حول الأرض بحوالي خمس درجات عن هذا المسار، وهذا الميل هو سبب عبور القمر لمسار البروج مرتين شهرياً، مما يفسر ظهور الاقترانات والكسوفات بين القمر والكواكب أحياناً. في الختام، دعا محسن عيفة الجميع إلى اغتنام هذه الفرص الفلكية النادرة، ومتابعة هذه المشاهد السماوية التي تحمل جمالاً علمياً وفنياً في آن واحد.ذ
