تتواصل بشط مريم من معتمدية أكودة لليوم الثاني على التوالي، وتحديدًا يوم السبت 5 جويلية 2025، فعاليات حملة النظافة الكبرى التي أطلقتها بلدية المكان تحت إشراف والي الجهة والسلطات المحلية، وبمساندة من الحرس الوطني، حيث شكّل هذا التحرك البيئي مناسبة جديدة لتكريس العمل التشاركي بين الهياكل العمومية والمجتمع المدني والمواطنين في صورة تُترجم الوعي الجماعي المتزايد بأهمية المحافظة على نظافة المدينة وخاصة مع حلول الموسم السياحي.

وأكد حلمي العذاري، عضو المجلس المحلي عن عمادة شط مريم، في تصريح خاص لراديو مارينا أن “التحرك البيئي هذا لا يمثل مجرد حملة عابرة، بل هو نموذج يُحتذى به في تفعيل دور المواطن وتعزيز الشراكة بين مختلف الأطراف”، مشيرًا إلى أن التفاعل الواسع من الأهالي والمجتمع المدني فاق التوقعات، وهو ما سيشجع على تنظيم حملات دورية في قادم الأسابيع.
وقد شهد اليوم الثاني من الحملة توسّعًا في رقعة التدخلات لتشمل مناطق جديدة داخل المدينة، حيث تواصلت عمليات تنظيف الطريق السياحي وإزالة الأعشاب اليابسة ورفع الفضلات البلاستيكية من الأرصفة، مع الاعتناء بالمساحات الخضراء وسقي النباتات. كما شملت الأشغال غربلة رمال الشاطئ، وتأهيل المسالك المؤدية إلى البحر، وشفط المياه الراكدة من بعض النقاط السوداء التي تشهد عادة تكدسًا للمياه خلال فصل الصيف. وشارك في الحملة أعوان بلدية شط مريم بكامل عددهم إلى جانب ممثلي وكالة تهيئة وصيانة الشريط الساحلي، والوكالة الوطنية للتصرف في النفايات، وإدارة الغابات، وفوج الكشافة بالجهة، فضلاً عن عدد من المقاولين المتعاونين في مشروع ربط المدينة بشبكة التطهير ومقاولي صيانة شبكة تصريف المياه. وسُجل حضور لافت من مكونات المجتمع المدني في هذا اليوم الثاني، حيث انضمت عدة جمعيات بيئية وتنموية محلية إلى جهود التنظيف، إلى جانب عدد من المواطنين وخاصة من فئة الشباب والنساء وحتى الأطفال الذين بادروا بالمشاركة في أنشطة الغربلة والكنس والطلاء وتوزيع أكياس القمامة. وقد تحوّل هذا الجهد الجماعي إلى ورشة مواطنية مفتوحة تكرّس قيم الانتماء والمسؤولية الفردية تجاه المحيط. واستعانت البلدية بمجموعة من المعدات والوسائل التقنية لتسهيل عمليات التنظيف، منها آلة جرف، وآلة ماسحة من نوع نيفلوز، وشاحنات شفط، وجرارات مجهزة بآلات غربلة الرمال، بالإضافة إلى دراجات ثلاثية العجلات للتدخل في الأزقة الضيقة، مما ساعد على بلوغ نتائج ملموسة في وقت قياسي.

وتندرج هذه الحملة في إطار استراتيجية متكاملة أعدّتها بلدية شط مريم لاستقبال موسم الاصطياف، الذي يشهد سنويًا توافدًا كبيرًا للزوار من داخل وخارج الجهة، بما يتطلب مضاعفة الجهود من أجل تحسين جمالية المدينة وضمان جودة الحياة.