لا يزال خبر تسليم الفنان فضل شاكر نفسه إلى الأجهزة الأمنية اللبنانية يشغل الرأي العام الذي ينقسم حول القضية المستمرة منذ أكثر من 12 عاماً وبعد صدور أحكام غيابية بحقه وبقائه هارباً داخل مخيم عين الحلوة طوال هذه الفترة، ولكن السؤال الآن هو عن مدى قدرته على الخروج من هذه الأزمة.
في هذا السياق، أوضح المحامي وخبير القضايا الجزائية والعسكرية أشرف الموسوي أن “عملية تسليم فضل شاكر نفسه تُعد عملاً شُجاعاً ومسؤولاً، لا سيما أن الأحكام الغيابية التي صدرت بحقه وصلت في معظمها إلى حدود الخمسة عشر عاماً، على خلفية أحداث عبرا التي وقعت في حزيران/يونيو 2013”.
وقال الموسوي في حديث لقناة “سكاي نيوز عربية”، إن “هناك ما يقارب ثلاثة أو أربعة ملفات قضائية صدرت بحق شاكر فيها أحكام غيابية تراوحت بين 5 و15 عاماً، بتُهم شملت التحريض على القتل، ومقاومة عناصر الجيش اللبناني، والقيام بأعمال إرهابية، وتأليف عصابة مسلّحة مع الشيخ أحمد الأسير”، لافتاً إلى أن”تسليم فضل نفسه طوعاً هو دليل على شجاعة كبيرة منه، ومؤشر على ثقته الكاملة بالقضاء اللبناني، وخير دليل أنه سلّم نفسه الى الأجهزة الأمنية، وتحديداً الى جهاز المخابرات في الجنوب، قبل أن يُنقل إلى وزارة الدفاع في اليرزة، إلى مديرية المخابرات، حيث سيتم التحقيق معه وتُرفع عنه كل الأحكام والبلاغات والمذكرات الغيابية”.
وأوضح الموسوي أن “الأحكام الغيابية تسقط جزائياً بمجرد مثول فضل شاكر أمام المحكمة العسكرية، لتبدأ بعدها محاكمته من جديد أمام المحكمة العسكرية الدائمة، والملف سيتخذ مساراً قضائياً سريعاً”.
وأضاف: “أنا أتوقع أن يتم إنهاء كل ملفاته العالقة قبل نهاية هذا العام، وبحسب تقديري وتحليلي، أعتقد أن المحكمة قد تتجه لإصدار أحكام مع وقف التنفيذ، خصوصاً أن فضل شاكر لم يكن له دور محوري في تلك الأحداث، وقد أثبتت المعطيات أنه لم يشارك ميدانياً في المعارك”.
وكشف الموسوي أنه “فور الانتهاء من محاكمته، سيتم نقل الفنان فضل شاكر إلى السعودية، حيث من المرجح أن تكون إقامته الدائمة هناك”، موضحاً أنه “لن يزاول مهنة الغناء في لبنان مؤقتاً، بل سيقتصر نشاطه الفني على المملكة، إذ لديه عقود موقّعة للمشاركة في حفلات الرياض”.
واختتم أشرف الموسوي بالقول: “إنصافه في القضاء اللبناني حتمي، وعملية خروجه من الاحتجاز ستتم خلال أسابيع قليلة، وأنه سيغادر إلى السعودية حيث مكان إقامته الدائمة، وأنه محاط بفريق عمل متجانس منهم المتعهد عماد قانصوه، وموقع شربليتا العالمي، إضافة إلى ابنه محمد وفريقه الخاص القانوني”.
