كشف الإعلامي عبد الرزاق الشابي، خلال حضوره في برنامج فكرة سامي الفهري، عن معطيات مثيرة تتعلّق بمرحلة حسّاسة عاشتها قناة حنبعل خلال سنوات مجدها، حين كانت محلّ أطماع من أطراف نافذة مقربة من نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي.وأوضح الشابي أنه كان على علاقة مهنية وإنسانية وثيقة بصاحب القناة العربي نصرة، وقد تلقّى منه ذات يوم اتصالًا يطلب حضوره على الفور. يقول الشابي: «ذهبت إليه ففاجأني بقوله إن قناة حنبعل انتهت… رغم أنها كانت في قمة نجاحها آنذاك». وأضاف أن العربي نصرة أخبره بأن أحد أصهار الرئيس السابق أرسل فريقًا لتفقّد القناة من الداخل، في خطوة كانت تمهّد – حسب تعبيره – للاستيلاء عليها.وعندما سأله الشابي عمّا إذا كان موافقًا على بيع القناة، أجابه نصرة بأنه لا يستطيع الرفض، وأنه سيُجبر على قبول مبلغ قليل مقابل التفريط فيها. كما كشف له حينها عن رغبته في السفر إلى مصر لإطلاق مشاريع إنتاج تلفزيوني هناك، عارضًا عليه أن يكون شريكه في التجربة الجديدة.وبيّن الشابي أن العربي نصرة كان أيضًا شريكًا في قناة «دريم» المصرية دون أن يعرف كثيرون ذلك، وكان ينوي إنشاء قنوات «دريم 2» أو «دريم 3»، في حال تمت عملية بيع حنبعل.لكنّ الأحداث اتخذت منحى آخر تمامًا. فبعد سفر نصرة إلى فرنسا بيومين، اتصل بالشابي في حدود الثانية صباحًا، وهو في حالة فرح كبيرة، ليخبره بأن القناة لن تُباع. وعند عودته إلى تونس، كشف للعربي نصرة تفاصيل ما حدث، قائلاً إنه التقى بالرئيس الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي، وقد شكا له الوضع، فطمأنه الأخير ووعده بالتدخل، قائلاً: «خلّيها عندي الحكاية… قناتك تبقى عندك ومش تتباع».وبذلك بقي العربي نصرة في موقعه، واستمرت قناة حنبعل في العمل، وانتهت محاولة الاستيلاء عليها.
