أعلنت الجامعة التونسية لكرة القدم الجمعة 14 جوان 2024 تعيين فوزي البنزرتي مدربا جديدا للمنتخب الوطني التونسي، خلفًا لمنتصر الوحيشي الذي قاد نسور قرطاج في الفترة الماضية.
ويعود فوزي البنزرتي للإشراف على المنتخب الوطني التونسي بعد حوالي 6 سنوات من مغادرته، لتكون بذلك رابع عهدة له على رأس المنتخب، بعد أن سبق له تدريبه في ثلاث مناسبات سابقة.
كأس إفريقيا 94.. عُهدة في ثوب المُنقذ !
احتضنت تونس كأس إفريقيا للأمم 1994 في حدث كان يطمح من خلاله التونسيون إلى الفوز بأولى ألقاب المنتخب القارية بعد أن كان نسور قرطاج قاب قوسين أو أدنى من تحقيق ذلك في نهائي ملعب الشاذلي زويتن 1965، و الذي انتهى بفوز غانا (3-2)، بعد تمديد الوقت.
وبدأ المنتخب التونسي كأس إفريقيا 1994 بهزيمة مفاجئة ضد مالي (2-0)، وهو ما مثّل صدمة لأحباء المنتخب ولآلاف المشجعين الذين عاشوا الحدث في مدارج ملعب المنزه، مما جعل حينها مسؤولي كرة القدم في تونس يقررون وبشكل عاجل إقالة يوسف الزواوي من مهمته كمدرب للمنتخب وتعويضه بفوزي البنزرتي.
وقاد البنزرتي نسور قرطاج في المباراة الثانية ضد الزائير (الكونغو الديموقراطية حاليًا)، غير أنه فشل في التأهل إلى الدور الثاني من كأس إفريقيا للأمم بعد أن انتهت المباراة بالتعادل بهدف لمثله، لتنتهي العُهدة الأولى لعميد المدربين التونسيين على رأس المنتخب بعد مقابلة واحدة.
يذكر أن مغادرة فوزي البنزرتي تدريب المنتخب بعد مباراة الزائير جاءت وسط شعور بعدم منحه الفرصة الكاملة بعد المسابقة و وسط حالة من الإحباط رافقت خروج نسور قرطاج من “كان 1994” رغم القيمة الفنية الكبيرة للاعبي المنتخب آنذاك، على غرار شكري الواعر، مراد العقبي، عماد الميزوري، محمد علي المحجوبي و طارق ثابت و الشقيقين سمير و عادل السليمي و إسكندر السويح و فوزي الرويسي وزياد التلمساني وعيادي الحمروني وجمال ليمام.
كأس إفريقيا 2010.. عُهدة التعادلات !
عاد فوزي البنزرتي بعد 16 سنة ليجلس مجددا على بنك بدلاء المنتخب الوطني في مهمة كان هدفها حصد لقب كأس إفريقيا 2010، مع صعود جيل جديد من لاعبي المنتخب، بعد عدة سنوات مرّ من خلالها بعدة أندية وتُوّج خلالها بأكثر من لقب على المستويين المحلي و القاري، و تألقت تحت إشرافه الفرق التونسية ليرفع العلم في سماء إفريقيا وفي العالم العربي.
وبدأ المنتخب الوطني التونسي كأس إفريقيا للأمم بتعادل مخيّب للآمال ضد منتخب زامبيا (1-1)، تبعه تعادلان في المباراتين التاليتين ضد كل من الغابون (0-0) و الكاميرون (2-2)، ليغادر نسور قرطاج كأس إفريقيا أنغولا 2010 من الدور الأول.
انتهت عُهدة فوزي البنزرتي الثانية مع المنتخب الوطني التونسي عقب كأس إفريقيا للأمم 2010، ليغادر المدرب، مرّة أخرى، بنك نسور قرطاج هو يحمل حلم العودة من جديد في ظروف أفضل وبطموحات أكبر.
المرور الثالث.. آمال وأحلام فمغادرة سريعة.. !
بعد ثماني سنوات على آخر مُرور، عاد فوزي البنزرتي إلى قلعة المنتخب الوطني التونسي، وسط تفاؤل كبير بأن يكون تعيينه فرصة كافية له لترجمة تألق الأندية التي أشرف عليها والألقاب التي حصدها مع منتخب نسور قرطاج.
غير أنه وخلافًا لكل التوقعات، ورغم فوز المنتخب التونسي في المباريات الثلاث التي أشرف خلالها فوزي البنزرتي على حظوظ النسور ضد كل من اسواتيني (سوازيلاند سابقًا) والنيجر في مناسبتين، فقد غادر “عميد المدربين” كما يُطلق عليه، منصبه في ظروف غامضة ووسط روايات متابينة لتفسير الأسباب الحقيقية لإقالته في وقت وجيز جدًا.
غادر فوزي البنزرتي منصبه كمدرب للمنتخب الوطني في أكتوبر 2018، ثلاثة أشهر بعد توليه المهمة، دون أن يتم الإعلان عن الأسباب التي دفعت رئيس الجامعة آنذاك، وديع الجريء، إلى إقالته.
وكان حامد المغربي، الناطق الرسمي للجامعة التونسية آنذاك، قد قال يوم 20 أكتوبر 2018، أن إقالة فوزي البنزرتي جاءت إثر تقييم شمل النتائج، التدريبات، الأداء والعلاقة مع اللاعبين، دون الكشف عن بقية التفاصيل التي أدّت إلى اتخاذ هذا القرار.
وبعد مرور 6 سنوات على إقالة فوزي البنزرتي من تدريب المنتخب، لازالت الروايات مُتعدّدة حول الأسباب الحقيقية وراء ذلك القرار، ولازال الأمر غامضًا خاصة مع رفض المسؤولين الخوض في ذلك وتجنب الحديث عن الموضوع في أكثر من مناسبة.
المصدر:موزاييك