في سهرة إفتتاح تظاهرة مهرجان سوسة الدولي في دورته 65 التقت سيدة الطرب العربي الأصيل الفنانة يسرى محنوش جمهور مسرح سيدي الظاهر الذي كان متلهّفا ومتعطّشا فحضر بأعداد محترمة جدا احتضنها فضاء مسرح الهواء الطلق الذي تضرّر من الحطّ من طاقة استيعابه بنحو 300 مقعد لدواعيَ فرضتها المصالح المعنيّة ، بداية السهرة انطلقت ب”فقرة ” تكريم حامل اسم الدورة المرحوم عبد الحفيظ بوراوي رجل الثقافة والإعلام من خلال عرض شريط وثائقي ضمّ أهم المحطّات وأبرز المسؤوليات التي تقلّدها هذا الرجل العظيم إلى جانب استعراض جملة من الشهادات الحية عن أخلاق وطيبة هذا الرجل المعطاء ، الشريط الذي دام 12 دقيقة ورُغم ما تميّز به من حرفية فإن تخيّر توقيت عرضه بعد العاشرة موعد انطلاق الحفل أثار حفيظة الكثيرين الذين لم نفد صبرهم وطالبوا باعتلاء الفنانة الركح قبل أن يتمّ وبشكل باهت وبطريقة فاترة تكريم الفقيد الراحل من خلال ابنيه، تكريم بالرجوع إلى مسيرة رجل الثقافة والإعلام لم يف الرجل حقه إذ كان بالإمكان التفكير في طريقة تكريم أفضل بكثير تغّطي أكثر من سهرة وتتجاوز إهداء باقة ورد وصورة المُحتفى به . في حدود العاشرة و25 دق اعتلت يسرى محنوش الركح أين استقبلها جمهورها بكثير من المحبة فبادرته نفس المشاعر والأحاسيس وأهدته رائعة ” حيّاك بابا حيّاك” ثم أغنية “بفكّر فيك ” لتتسلطن بعد ذلك وتأتي تباعا على روائع الفن الطربي الأصيل فكان مقطع من أغنية “ألف ليلة ” لكوكب الشرق أم كلثوم ثم انتقلت إلى بستان الفنانة وردة الجزائرية فسجلّ العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ برعاية موسيقية من الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو الفنان عبد الباسط بلقايد الذي تفاعلت معه يسرى بإفراط في التلقائية ما أحرج المايسترو “بسوطه” كما أصرّت على دعوته يسرى في نحو 8 مناسبات لتنتقل بعد ذلك سيدة الطرب العربي صاحبة الإمكانيّات الصوتية إلى آداء جملة من أغانيها بداية بخدوجة وزينوبة وتنتقل إلى نمط موسيقيّ آخر فأدّت “أم الزين الجمالية ” و ” نغّارة ” وغيرها من الأنماط الموسيقية غير الطربية التي حظيت بتفاعل جماهيريّ كبير ولبّت مختلف الأذواق الفنية والأنماط الموسيقية للحاضرين وكشفت بأن يسرى المحنوش قادرة على التموقع باستحقاق وأن تحتل مقعدا مميزا ضمن أجمل وأقوى الأصوات العربية.