ايمان السويلمي
شهد مهرجان قرطاج الدولي في دورته الأخيرة حدثًا فنيًا استثنائيًا، تمثل في تحويل المسرح الروماني التاريخي إلى حلبة جليدية لاستقبال عرض “سندريلا على الجليد”. هذه التجربة الفنية المبتكرة جمعت بين سحر الحكايات الخيالية وبين فن التزلج على الجليد، لتقدم للجمهور عرضًا مبهرًا لا يُنسى.
تأسست فكرة العرض على رغبة في تقديم تجربة ترفيهية جديدة ومبتكرة للجمهور، خاصة الأطفال والعائلات. وقد تم اختيار حكاية سندريلا لما تحمله من رمزية وشعبية عالمية، حيث تتناسب مع مختلف الثقافات والأعمار.
ولتحويل هذا الحلم إلى واقع، واجه المنظمون تحديات كبيرة، أبرزها تحويل المسرح الروماني، وهو موقع أثري تاريخي، إلى حلبة جليدية. تطلب ذلك تخطيطًا دقيقًا وتعاونًا بين مختلف الفرق الفنية والتقنية، حيث تم تركيب نظام تبريد متطور للحفاظ على الجليد في درجة حرارة مناسبة، وتصميم ديكورات وإضاءة تتناسب مع أجواء الحكاية الخيالية.
تميز العرض بمهارة عالية من قبل فريق التزلج على الجليد، الذين قدموا عروضًا أكروباتية مبهرة ومؤثرات بصرية خلابة. كما تميزت الأزياء والديكورات بالرقي والاهتمام بالتفاصيل، مما ساهم في نقل الجمهور إلى عالم الحكايات الخيالية.
حظي عرض “سندريلا على الجليد” بإعجاب كبير من قبل الجمهور، الذي أشاد بالفكرة الإبداعية والجودة الفنية العالية للعرض. وقد أثبت هذا الحدث أن مهرجان قرطاج قادر على تقديم عروض متنوعة تجذب مختلف الأذواق وتثري المشهد الثقافي في تونس.
يعتبر عرض “سندريلا على الجليد” تجربة فريدة من نوعها، حيث تمكن من الجمع بين التراث الثقافي والتكنولوجيا الحديثة، لتقديم عرض مبهر يظل محفورًا في ذاكرة الجمهور. ويفتح هذا الحدث آفاقًا جديدة أمام المهرجان، حيث يمكن استكشاف المزيد من الأفكار الإبداعية التي تجمع بين الفنون المختلفة.